رواية 1984 لجورج أورويل : القسم الثامن والاربعين والاخيرة


لم یحاول ونستون تقبیلها ،كما لم ینبس أحدهما بكلمة. وعندما عاودا السیر فوق العشب الأخضر نظرت إلیه مباشرة لأول مرة،

وكانت نظرة ملؤها الازدراء والكراهیة. لكن ونستون لم یكن یدر هل كانت هذه الكراهیة نابعة مما تنوء به من ذكریات ماضیة أو كان مبعثها هو وجهه المنتفخ وعیناه الدامعتان بسبب الریح البارد.

وجلسا على مقعدین حدیدیین، جنباً إلى جنب لكن دون أن یقترب أحدهما من الأخر وكانت كل ما همت بالكلام تراجعت وسحقت. بدلاً من ذلك بقدمها غصناً یابساً
وقالت غیر مكترثة: «لقد خنتك».
فقال لها: «وأنا أیضا خنتك».
ورمقته بنظرة أخرى مفعمة بالكراهیة، ثم قالت:

- إنهم یهددونك أحیاناً بشيء لا یمكن احتماله ولا یمكن حتى تخیّله. وحینئذ تقول: لا تفعلوا ذلك بي بل افعلوه بأي شخص آخر.

وقد تدعي فیما بعد بأن ذلك كان مجرد حیلة لجعلهم یكفون عن تعذیبك وأنك لم تكن تعني ما تقول في واقع الأمر. لكن ذلك لم یكن صحیحاً، ففي ذلك الوقت كنت تعني ما تقول، وكنت تظن أن لا منجى لك إلا بهذا السبیل، وكنت على استعداد لسلوكه ما دامت نجاتك فیه، ولا تأبه بما سیترتب على ذلك من معاناة لغیرك. فكل ما یهمك هو نفسك وحسب.

فقال مردداً وراءها كرجع الصدى: «كل ما یهمك هو نفسك وحسب».
ومضت جولیا تقول: «وبعد ذلك فإنك لا تعود تشعر المشاعر نفسها التي كنت تكنّها من قبل لهذا الشخص الآخر».
فقال مردداً كرجع الصدى: «لا، إنك لا تعود تشعر المشاعر نفسها».
وبدا لهما أنه لم یعد لدیهما ما یمكن الكلام عنه. وعادت الریح تعصف بهما، وشعرا بالضیق من جلوسهما صامتین، فضلاً عن أن جلوسهما دون حراك كاد یجمد أطرافهما من فرط البرد، ولذلك

نهضت جولیا لتنصرف متعللة بأنها ترید اللحاق بالقطار.
فقال ونستون: «یجب أن نلتقي ثانیة».
فقالت: «أجل، یجب أن نلتقي ثانیة».
وتبعها متردداً وهو یقدم رجلاً ویؤخر أخرى، وسار في أثرها مسافة قلیلة، لكنهما لم یتبادلا الحدیث مرة أخرى، ومع أنها لم تحاول التخلص منه فإنها أسرعت الخطى حتى لا تمكنه من السیر إلى جانبها وكان قد عقد العزم على مرافقتها حتى تصل إلى محطة القطار، ولكن بدا له أن هذا التعقب وسط هذا البرد القارس أمر فیه رعونة وغیر محتمل. وعندئذ تملّكته رغبة عارمة في الكف عن متابعة جولیا والعودة إلى مقهى شجرة الكستناء الذي لم یسبق أن شعر نحوه بمثل الانجذاب الذي شعره في تلك اللحظة،

لقد أحس بالحنین إلى طاولته التي في الزاویة وفوقها الصحیفة ورقعة الشطرنج وكأس الجن المترعة دائماً. وسرعان ما تلكأ في سیره حتى حال بینه وبینها مجموعة من المارة، غیر أنه عاد وبذل محاولة مترددة للحاق بها مرة أخرى، لكنه عدل عن ذلك وارتد منطلقاً في الاتجاه المعاكس. وبعد أن صار یفصله عنها خمسون متراً تطلّع خلفه فوجد أنه لم یعد یمیزها من المارة رغم أن الشارع لم یكن مزدحماً، وأصبح من المحتمل أن تكون هي أي واحدة من عشرات السائرین في الشارع، حیث بات یتعذر علیه

تمییزها من الخلف بعد أن غدا جسمها أكثر امتلاء وتیبسا.
وتذكر قولها: حینما كانوا یعذبونك كنت تعني ما تقول. ورأى أنها أصابت القول، فهو لم یكتف بقول ذلك وحسب ، فقد تمنى لو أنها هي لا هو

وكان قد دلف إلى المقهى في تلك اللحظة وأخذ مقعده المعهود وراح یصغي إلى شاشة الرصد حیث كان ثمة تغییر قد طرأ على الموسیقى التي تبثها تمثّل في نغمة تهكمیة هازئة بدأت تتخللها، ثم

سمع صوتاً ِلم یدر إن كان من وحي ذاكرته أم من شاشة الرصد،

فقد سمع صوتاً یشدو:
تحت شجرة الكستناء ذات الأغصان الوارقة
بعتك وبعتني !!
واغرورقت عیناه بالدموع ولاحظ الساقي أن كأسه فارغه فرجع له بقنینة الجن.
رفع ونستون كأسه وراح یفرغها في جوفه، وكانت رائحتها الكریهة تزداد سوءاً مع كل جرعة ولكنها مع ذلك كانت سلواه الوحیدة،

فقد باتت هي حیاته ومماته وسلواه، فعلیها ینام كل لیلة نومة المخدور وعلیها یستیقظ كل صباح. وحینما یستیقظ كل صباح، وقلما یكون ذلك قبل الساعة الحادیة عشرة ویجد جفونه ملتصقة ببعضها ویحس بالتهاب في حلقه وألم حاد في ظهره، كان من المستحیل أن یرفع ظهره لولا قنینة الجن والكأس

الموضوعتین بجانب سریره. وخلال ساعات النهار كان یجلس وعلى وجهه علامات الوجوم، والقنینة في متناول یده، مصغیاً لما تقوله شاشة الرصد. وبدءاً من الساعة الثالثة عصراً حتى ساعة إغلاق المقهى كان ونستون بمثابة قطعة أثاث في مقهى شجرة الكستناء، لم یعد أحد یأبه بوجوده أو یكترث لما یفعل، كما لم یعد دوي الصافرات یوقظه من سباته، وما عاد یزعجه ما یصدر عن شاشة الرصد من صوت.

لكنه كان أحیاناً، ربما مرتین في الأسبوع، یتوجه إلى مكتب مغطى بالغبار یكاد یكون منسیاً في وزارة الحقیقة حیث یؤدي عملاً قلیلاً أو ما كان یسمى عمل، إذ كان قد عیِّن في عضویة لجنة فرعیة منبثقة عن لجنة فرعیة كانت بدورها قد انبثقت عن عدد لا حصر له من لجان شِّكلت لمعالجة الصعوبات الطفیفة التي تعترض عملیة تصنیف الطبعة الحادیة عشرة من قاموس اللغة الجدیدة. وكان أعضاء هذه اللجان یعكفون على إعداد ما سمي ب «التقریر المؤقت»، أما حول أي موضوع كانوا یعدون هذا التقریر،

فذلك أمر لم یدركه أحد على وجه التحقیق أبداً، فقد كان شیئاً یتعلق بما إذا كان یجب وضع الفاصلة

بداخل الأقواس أو خارجها. وكان یشاركه بهذه اللجنة أربعة أعضاء آخرون حالهم مثل حاله. وكانت تمر أیام یجتمعون فیها ثم ینفضون ثانیة كما اجتمعوا ویفضي بعضهم إلى بعض بكل صراحة بأن لیس هناك ما یمكن عمله، إلا أنهم في أیام أخر كانوا ینكبّون على عملهم، وقد اعتراهم حماس وتوقّد، ویتظاهرون بأنهم یُدخلون التعدیلات التي تمخضت عنها اجتماعاتهم السابقة ویعدون مسودات لمذكرات مطولة لا تنتهي أبداً، ثم یحتدم النقاش فیما بینهم حول ما یفترض أنهم یتناقشون حوله حتى یصبح مبهماً،

وتشوب حدیثهم مماحكات وخلافات غیر واضحة حول التعریفات ویخرجون كثیراً عن الموضوع ثم یتشاجرون ویهدد بعضهم بعضاً برفع الأمر برمته إلى السلطات العلیا. ثم فجأة یدخلون في حالة من الصمت بعدما تكون طاقاتهم قد استنفدت، فیتحلقون حول الطاولة وكأنهم أشباح وهم ینظرون إلى بعضهم نظرات شاخصة تتلاشى مع صیاح الدیكة.
ظلت شاشة الرصد صامتة للحظة، فأرهف ونستون السمع لعله یكون في ذلك إشارة إلى قرب موعد نشرة الأنباء، ولكن خاب رجاؤه، فقد كان ذلك مجرد تغییر للموسیقى. وتراءت أمام ناظریه خریطة أفریقیا، وكانت تحركات الجیوش علیها تأخذ أشكالاً هندسیة، فهناك سهم أسود ینطلق رأسیاً إلى الجنوب، وآخر أبیض ینطلق أفقیاً إلى الشرق ویقطع مؤخرة السهم الأول. وكأنما أراد ونستون أن یبث في نفسه شیئاً من الطمأنینة، فرفع رأسه وتطلّع إلى الوجه رابط الجأش الذي بالصورة ومضى یتساءل:

هل من المعقول ألا یكون للسهم الثاني وجود على الإطلاق؟
لكن اهتمامه بذلك فتر مرة أخرى، فازدرد جرعة أخرى من الجن، والتقط قطعة شطرنج هي الفرس الأبیض وقام بتحریكها حركة ارتجالیة ثم أدرك أنها لم تكن حركة صحیحة.

وفجأة ومن دون مبرر جاشت الذكرى في ذهنه مرة أخرى، فرأى غرفة مضاءة بالشموع وفیها سریر ضخم، بینما كان هو في سن التاسعة أو العاشرة یجلس على الأرض ویلعب بحجر النرد ویضحك ضحكاً هستیریاً فیما أمه تجلس قبالته وتضحك هي الأخرى.

لا بد أن ذلك كان قد وقع قبل أن تختفي أمه بشهر واحد، لقد كانت لحظة من لحظات الوئام التي ینسى فیها ألم الجوع الذي ینهش أحشاءه ویعاوده فیها حبه لأمه. إنه یذكر ذلك الیوم جیداً، لقد كان

یوماً عاصفاً ماطراً حیث كان الماء یجري فوق زجاج النافذة من الخارج بینما كان الضوء داخل الشرفة خافتاً بحیث تتعذر القراءة،

وكانت حالة الضجر التي تملكت الطفلین وهما وسط هذه العتمة قد باتت لا تطاق، فراح ونستون یتأوه وینتحب وهو یطالب بالطعام دون جدوى، ثم أخذ یحور ویدور في الغرفة وهو یركل أسفل الحائط بقدمیه حتى ضج الجیران واحتجوا على ذلك الصخب، بینما انخرطت الطفلة الصغیرة في البكاء على نحو متقطع.

وأخیراً نطقت أمه قائلة: «كن لطیفاً وسأشتري لك لعبة، لعبة جمیلة ستحبها». وعندئذ خرجت من المنزل تحت زخات المطر ومضت إلى حانوت صغیر كان لا یزال مفتوحاً بالقرب منهم ثم عادت إلیه بعلبة من الكرتون تحتوي على أدوات لعبة السلم والثعبان.

وهو لا یزال یذكر رائحة الكرتون الرطب الذي صنعت منه اللعبة، لقد كانت أدوات اللعبة في حالة مزریة، فاللوح مشقق وحجرا النرد المصنوعان من الخشب كانا غیر منتظمین في تقطیعهما. نظر ونستون إلى اللعبة نظرة عابسة وبلا أدنى اهتمام،

وعندئذ أضاءت أمه شمعة وجلسا على الأرض معاً وراحا یلعبان.

وسرعان ما انخرط ونستون في ضحك صاخب حینما رأى الثعبان یتسلق السلم حتى یسقط ثم یعید الكرة ثانیة وهكذا دوالیك. وقد لعبا ثمانیة أشواط فاز كل منهما بأربعة. وأما أخته الصغیرة فقد جلست

تحدق في الوسادة وراحت تضحك، لیس لأنها تفهم ما یجري أمامها وإنما لأن أمها وأخاها یضحكان. وهكذا أمضى أمسیة هانئة مثل تلك التي كان یمضیها في طفولته الأولى.

ولكن ونستون أقصى هذه الذكرى عن ذهنه لأنها كانت ذكرى زائفة من تلك الذكریات التي تقض مضجعه بین الحین والأخر،

فبعضها یتعلق بأشیاء وقعت والبعض الآخر یتعلق بأشیاء لم تقع على الإطلاق. ثم التفت إلى رقعة الشطرنج والتقط الفرس الأبیض مرة أخرى، ولكنه لم یكد یفعل حتى سقط الفرس من یده محدثاً
صوتاً عالیاً، أما هو فقد انتفض كما لو أن دبوساً قد غرز في لحمه.
وشق نفیر بوق عنان السماء، لقد جاءت النشرة أخیراً. إنه النصر، فقد كان نفیر البوق یعني حینما یسبق الأنباء أن نصراً تحقق،

وسرى ما یشبه الصدمة الكهربیة في جمیع رواد المقهى، حتى السقاة تسمروا في أماكنهم وأصاخوا السمع.
كان نفیر البوق قد أعقبته جلبة وضجیج من الحضور، كما كان ثمة صوت یدوي من شاشة الرصد، لكن الأصوات الهادرة التي انبعثت من الحناجر طغت علیه. وسرت الأنباء بین الناس من شارع إلى شارع سریان النار في الهشیم، ومع ذلك تناهت إلى سمع ونستون بعض العبارات التي تحقق من خلالها أن الأمور قد سارت تماماً على النحو الذي تصوره، فقد عرف أن أسطولاً ضخماً تم حشده في سریة تامة قد أصاب مؤخرة العدو إصابة قاتلة، لقد قطع السهم الأبیض مؤخرة السهم الأسود. واستطاع ونستون أن یلتقط بعض العبارات من هذا الضجیج:
«كانت مناورة استراتیجیة بارعة - تم تحقیق الانسجام التام بین القنوات - اندحار تام للعدو - نصف ملیون أسیر- بسط السیطرة على كامل أفریقیا - الحرب قاب قوسین أو أدنى من نهایتها - إنه أعظم نصر عرفه تاریخ البشریة... النصر، النصر، النصر!»
وبدأت قدما ونستون تقومان بحركات لا إرادیة، ومع أنه لم یقم من مقعده إلا أن عقله كان یركض ویركض بسرعة، لقد تخیل نفسه یركض في الخارج مع الجماهیر التي كان هتافها یصم الآذان،

وتطلّع ونستون مرة أخرى إلى صورة الأخ الكبیر الذي كان یقف كالطود الشامخ والعالم تحت قدمیه! إنه الصخرة التي ارتطمت بها الجحافل الزاحفة من آسیا فخارت قواها! وراح ونستون یفكر كیف أنه منذ عشر دقائق فقط، كان قلبه لا یزال حائراً حول ما إذا كانت أنباء الجبهة ستأتي بالنصر أم بالهزیمة. لقد تغیر كثیراً منذ الیوم الأول الذي وطأت فیه قدماه وزارة الحب، ومع ذلك فإن التغیر النهائي الذي لا مناص منه لم یتحقق حتى هذه اللحظة.
كان الصوت الصادر عن شاشة الرصد لا یزال یروي قصة الأسرى والغنائم والمذابح، ولكن كان الهتاف الذي في الخارج قد هدأت حدته، وبدأ السقاة یعودون إلى أعمالهم، واتجه أحدهم صوب ونستون وملأ له كأسه. لكن ونستون لم ینتبه لذلك فقد كان یحلّق في سماء حلم بهیج، لم یكن فیه یركض مع الراكضین أو یهتف مع الهاتفین، وإنما عاد فیه إلى وزارة الحب وقد غفروا له ما تقدم من ذنب وصفت روحه حتى أصبحت كالثلج الأبیض.

ثم تصور نفسه ماثلاً في قفص الاتهام أمام الجماهیر وهو یعترف بكل صغیرة وكبیرة ویشي بكل شخص یعرفه. وسرعان ما رأى نفسه یجتاز الممر المكسو بالقرمید الأبیض، ویتملكه شعور بأنه یسیر في ضوء الشمس فیما كان یسیر حارس مسلح خلفه، وحینئذ جاءته تلك الرصاصة، الأمل الذي طال انتظاره، لتمزق دماغه.

حدق ونستون في الوجه الضخم، لقد استغرق الأمر منه أربعین سنة حتى فهم معنى الابتسامة التي كان یخفیها الأخ الكبیر تحت شاربیه الأسودین وقال في نفسه: أي غشاوة قاسیة لم یكن لها داع تلك التي رانت على فهمي، وعلام كان العناد والنأي من جانبي عن هذا الصدر الحنون. وانسالت دمعتان سخیّتان على جانبي أنفه. وكان لسان حاله یقول: لكن لا بأس، لا بأس فقد انتهى النضال، وها قد انتصرت ُعلى نفسي وصرت أحب الأخ الكبیر.

النهاية.

عن الكتاب
على مدى سنوات طویلة، ظلت روایة «1984» لجورج أورویل تستعاد. یعود إلیها الكتّاب الذین یتحدثون عن الدیكتاتوریة والأنظمة الشمولیة. وعلى مدى سنوات طویلة، ظلّت هذه الروایة حیّة وتقرأ بسبب جمالیتها الأدبیة وبسبب الصورة السیاسیة التي قدمتها.

الیوم، وفي ترجمة جدیدة، نقدم هذه الروایة التي صورت بطریقة تنبؤیة، مجتمعاً شمولیاً یخضع لدیكتاتوریة فئة تحكم باسم «الأخ الكبیر» الذي یمثّل الحزب الحاكم، ویبني سلطته على القمع والتعذیب وتزویر الوقائع والتاریخ، باسم الدفاع عن الوطن والبرولیتاریا. حزب یحصي على الناس أنفاسهم ویحول العلاقات الإنسانیة والحب والزواج والعمل والأسرة إلى علاقات مراقَبة تجرد الناس من أي تفرد وتخضعهم لنظام واحد، لا ینطبق على مسؤولي الحزب.

إنها روایة تُقرأ، ثم تُقرأ من جدید.

معاً انهينا هذه الرواية الرائعة بكل كلماتها, نشكر كل شخص قرأها وفهمها وشاركها
اذا ما زالت لم تقرأها من اول جزء! فننصحك بقرأتها بشدة
بدمتم بود

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك