أدمنت قسوتك الفصل العاشر




- انت بتقول ايه؟!
قالتها بدهشة وهي تتحرر من أحضانه ليتصنم في مكانه للحظات يحاول استيعاب ما نطق به...
لقد اعترف لتوه بأنه يحبها دون أن يعي ما يقوله...
كيف فعل هذا؟! بل ولما هي تحديدا دونا عن غيرها؟!
انقلبت ملامحه كليا حينما استعاد وعيه وقال:
- قلت مش هتخرجي من هنا...
عقدت ذراعيها امام صدرها وهتفت:
- هتمنعني ازاي؟!

كانت مدهوشة من تغيره المفاجئ معها بعد لحظات من احتضانه لها واعترافه بحبها...
- انا اقدر أمنعك تتنفسي حتى...
احتدت نظراتها كليا لتهتف ببرود يناقض الوميض المشتعل داخل عينيها:
- لو فاكر آنك هتخوفني بالطريقة دي تبقى غلطان، انا همشي، وانت مش هتقدر تمنعني...
وقبل ان تتجه نحو ملابسها لتضعها في الحقيبة كان يلوي ذراعها هاتفا بقسوة:
- على جثتي تطلعي من هنا، دي فيها موتك...

تحدثت مايا رغما عن المها:
- انت طلعت فعلا مجنون ومريض، وانا لا يمكن افضل عايشة مع واحد زيك...
- لا هتعيشي وغصبا عنك...
قالها وهو يشدد من لوي ذراعها لتهتف ببكاء:
- سيب ايدي...
حرر ذراعها اخيرا من قبضته لتتلمسها مايا بأناملها وهي تبكي بصمت...
- بلاش تقولي كلام انتي مش قده...

قالها هازئا وهو يتجه خارج الغرفة لتنهار مايا باكية...
بعد حوالي ربع ساعة هدأت من بكائها اخيرا ونهضت من مكانها واتجهت خارج الغرفة...
وجدته واقفا في شرفة منزله يدخن بشراهة...

تأملته بحقد دفين قبل ان تمد يدها جانبا حيث توجد مزهرية زجاجية ثقيلة، حملتها ولم تشعر بنفسها الا وهي ترميها بإتجاه رأسه ليسقط أمامها غارقا في دمائه...
اقتربت منه لتجده فاقدا للوعي، لم تشعر بنفسها الا وهي تركض خارج الشقة هربا منه فها قد جاء وقت خلاص منه...

في صباح اليوم التالي
في إحدى المستشفيات الحكومية...
ممدد على سريره رأسه مربوط بشاش ابيض، ووالدته تحتضنه بقوة وهي تهتف ببكاء:
- حبيبي، كنت هتجنن عليك، الحمد لله إنك فقت منها بخيرر...
تنهد كريم بتعب وهو يحاول جاهدا ان يجيب:
- متقلقيش يا ماما انا كويس اووي...
- ازاي حصل كده ..؟! مين اللي إتجرأ يعمل معاك كده؟!

ابتلع كريم ريقه ولم يعرف ماذا يرد ليدلف الاب الى الداخل بعدما سمع كلام والدته ويهتف بجمود:
- عشيقته، عشيقته هي اللي عملت كده...
شهقت والدته بعدم تصديق وهتفت:
- انت بتقول ايه؟! عشيقته ازاي ..؟!
قاطعها كريم بنبرة عنيفة:
- مراتي مش عشيقتي...
هنا كانت الصدمة من نصيب الاب الذي صاح غاضبا:
- انت بتقول ايه؟!

كريم وهو يشعر بألم كبير في رأسه:
- ايوه مراتي على سنة الله ورسوله...
- امتى وازاي؟!
قالتها الأم بوجع ليهتف كريم بتعب:
- دي حكاية طويلة، مش هقدر احكيها دلوقتي...
- عارف لو مكنتش عيان ومضروب ضربة زي دي فدماغك، كان هيبقى ليا كلام تاني معاك...
قالها الاب وخرج من الغرفة لتقترب والدته منه وتسأله بخوف:
- انت بتتوجع مش كده؟!

اومأ كريم برأسه دون ان يرد لتكمل الام:
- قولي يا كريم .. مين الحقيرة دي، وليه تعمل معاك كده؟!
كريم وهو يكز على اسنانه:
- متتكلميش عنها بالطريقة دي من فضلك...
الام بحيرة وعدم تصديق:
- بتدافع عنها بعد اللي عملته فيك...
- عشان تبقى مراتي...

لوت الأم فمها بإنزعاج ليطلب كريم منها:
- ممكن تندهيلي حسام...
قالت الام باصرار:
- بس انا عايزة اعرف ايه اللي حصل، اتجوزتها ازاي وامتى، ضحكت عليك ازاي؟!
كريم بنفاذ صبرر:
- يا امي اندهيلي حسام من فضلك، عاوزه ضروري
نهضت الام من مكانها على مضض لتصيح حسام كي يراه...

دلف حسام الى الغرفة التي يوجد بها كريم تتبعه والدته ليهتف كريم مشيرا اليها:
- ماما ممكن تسيبينا نتكلم لوحدنا شوية...
مطت الام شفتيها بضيق وخرجت ليجذب حسام كرسي ويجلس بجانب كريم الذي بادر قائلا:
- عايزك فموضوع مهم...
حسام بجدية:
- قول...
- مايا عايزك تدور عليها وتجيبها من تحت الأرض...

تطلع حسام اليه بنظرات مترددة ليهتف كريم:
- ايه؟! بتبصلي كده ليه ..؟!
سأله حسام بتردد:
- تكون مين البت دي يا كريم؟! وليه متمسك بيها؟!
رد كريم ببساطة:
- تكون مراتي يا حسام...
- ايه؟! مراتك؟!
قالها حسام مصدوما ليومأ كريم برأسه ويكمل:
- ايوه مراتي عشان كده لازم تلاقيها...
- طب ادور عليها فين؟!

اجابه كريم وهو يتنهد بتعب:
- هديك عنوان عيلتها، دور عليها هناك، راقب اختها وامها، هي اكيد مش هتقعد معاهم، بس بنفس الوقت اكيد هما عارفين مكانها او عندهم اتصال بيها...
صمت حسام ولم يقل شيئا ليسأله كريم بإستغراب:
- بتبصلي كده ليه؟!
اجابه حسام:
- مش فاهم اي حاجة ومش مقتنع باللي بتعمله...
كريم بجدية:
- مش مهم تقتنع المهم تنفذ اللي بقوله...
ثم اردف:
- هما الشرطة اللي بلغوا ابوك انوا مايا اللي عملت كده ..؟!

اومأ حسام برأسه وقال:
- اها، بلغوه انهم لقوا فالشقة حاجات تدل على وجود بنت عايشة معاك كمان اللي بلغ عن وجودك وإصابتك بنت فهما ربطوا الاتنين ببعض ..
اخذ كريم يفكر بمايا والسبب الذي جعلها تفعل هذا، لقد اتصلت بالشرطة تخبرهم عن وجود شخص مصاب في الشقة، لماذا فعلت هذا؟! مالذي يجعله ترغب بإنقاذه بعدما كادت تتسبب بموته؟!

زفر كريم انفاسه ضيقا ليُفتح الباب فجأة وتدخل والدته تتبعها كارما ووالدتها...
- شوف مين جه يزورك يا كريم، كارما ووالدتها...
اعتدل كريم في جلسته وأخذ يبتسم بإحراج بينما اقتربت كارما منه وقالت بنبرة رقيقة:
- سلامتك يا كريم ..
ابتسم لها كريم مجاملة ورد بإقتضاب:
- الله يسلمك...
جلست كارما بجانبه وكذلك والدها بينما اشار كريم لحسام ان يخرج وينفذ ما قاله...

اوقف حسام سيارته امام المبنى الذي توجد به شقة عائلة مايا...
اتجه الى الشقة التي يوجد بها عائلة مايا، ضغط على جرس الباب عدة مرات لكن بدون رد...
قرر أن يسأل احد الجيران عنهم ليخبروه بأنهم غادروا الشقة مساء البارحة...
زفر أنفاسه بإحباط وهو يعود الى ادراجه، لم يعرف أين يجب أن يبحث عنها فقرر أن يعود الى كريم ويسأله عن الطريقة المناسبة للبحث عنها فهو يعمل في الشرطة وأفضل منه في أمور كهذه...

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك