مقدمة الرواية رواية عروسي الصغيرة




لا يا ابي... لن اتزوجها... لا تطلب مني ما يستحيل فعله...
ولكن هذا ليس بطلبي يا بني... انه طلب عمك ... هو أراد ان يضمن حق ابنته بهذه الزيجة ويؤمن مستقبلها جيدا ...
وماذا عن زوجتي...؟! ألم تفكر بها...؟! كيف ستتقبل شيئا كهذا..؟! بل كيف سأخبرها به من الاساس...؟!
اذا كانت تحبك فسوف تتقبل هذا...

كاد ان يجن جنونه مما يسمعه... كيف لوالده ان يطلب منه شيئا كهذا ...؟! يتزوج مرة اخرى ...!! وبمن ...؟! بإبنة عمه الصغيرة ذات الستة عشر عاما...!
ولكن ابي انها صغيرة للغاية...
اخبرتك بأن هذا قرار عمك... وهو يرجوك ان توافق ... المرض اشتد عليه وايامه باتت معدودة ... وهو بحاجة لأن يضمن حق تلك اليتيمه ... فانت تعلم بأنها وحيدة واعمامك لن يرحموها بسبب اطماعهم...

تنهد بضيق وهو يفكر بعمه... ذلك الرجل الغني للغاية على عكس بقية افراد عائلته، لطالما احبه واحترمه كونه رجل عصامي بنى نفسه بنفسه... بل تمنى ان يصبح مثله في يوم من الايام...
عمه الذي اكتشف منذ فترة اصابته بالمرض الخبيث... هاهو يجلس على فراش الموت ينتظر نهايته... تاركا ابنة وحيدة يتيمه خلفه... ابنة سوف تصبح مطمع لجميع أفراد العائلة اذا لم ينقذها هو ويتزوجها...
ولكن كيف وهو متزوج باخرى...؟ ويحبها كثيرا...؟

ماذا تقول بباه...؟! اتزوج برائد ابن عمي...؟!!
نعم يا ابنتي... ستتزوجين به...
ولكن بباه انه كبير... يكبرني بعشرين عاما... كما انه متزوج...
اعلم يا حبيبتي... ولكنه رجل امين وموثوق به... هو الوحيد الذي استطيع ان أاتمنه عليكي بعد موتي...
لا بباه... لا تقول هذا ارجوك... بعيد الشر عنك...
اذا اسمعي كلامي ووافقي على ما قلته...

اومأت برأسها وهي بالكاد تسيطر على دموعها... رغما عنها وافقت فهي لا تريد ان تعذب والدها وهو يعاني كثيرا بسبب مرضه...
فكرت في طلبه وتخيلت وضعها وهي تتزوج بأبن عمها الذي يكبرها بعشرين عاما وفوق هذا كله متزوج بأخرى غيرها...
تمنت لو بامكانها الرفض لكن لا سبيل امامها فوالدها متعب للغاية وهو بالتاكيد يعرف جيدا مصلحتها ويفعل ما به خيرا لها...
عند هذه النقطة تنهدت براحة وقررت ان تترك الامر له وتتقبله كما هو عسى ولعل ان يحدث شيئا جيدا لها...

يتبع....

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك