مثل أبو البنات ينام متعشي وأبو الأولاد ينام على جوع ، هو من الأمثال الشعبية التي تقال عندما يظن من ينجب أولاد ، أنه أفضل من الذي ينجب البنات ، وهو اعتقاد قديم حيث مازال العديد من الأشخاص ، حتى وقتنا يفتخرون بإنجاب الأولاد عن البنات .قصة المثل:
كان عيسى وفهد صديقان مقربان ، تزوجا من سيدتان فاضلتان في نفس الوقت ، ومرت الأيام وعلم عيسى بحمل زوجته وبعد 9 أشهر انجبت زوجته صبياً ، فأسرع ليخبر صديقه فهد بأن الله رزقه صبياً ، وعلم عيسى أن فهد رزقه الله فتاة جميلة .وفى العام التالي علم عيسى بحمل زوجته ، وبعد 9 أشهر انجبت زوجته مرة أخرى صبياً جميلاً ، فأسرع ليزف ذلك الخبر إلى صديقه فهد ، بأن الله رزقه صبياً للمرة الثانية ، وعلم عيسى أن فهد رزقه الله فتاة جميلة أيضًا .لكن كان فهد يظن أن إنجاب الأولاد أفضل من إنجاب البنات ، فأخبر عيسى وقال له : هل تعلم أن الزوجة التي تنجب أولاداً يصبح مهرها حلالاً ؟ .
فأصبحت كمن لم يدفع مهراً عند الزواج ، لكن فهد كان لا يهتم بتلك الخرافات ، وكان يؤمن بأن الأطفال نعمة من عند الله ، والأهم أن تكون صحة الأم والطفل بخير ، وليس المهم نوع الطفل ذكر أو إنثى .وغادر عيسى صديقه فهد ، وبعد عام أخر علم عيسى بحمل زوجته ، وبعد 9 أشهر أنجبت زوجته صبياً جميلاً ، فأسرع لصديقة فهد ليخبره بأن الله رزقه ولداً ثالثًا ، وعلم عيسى أن فهد رزقه الله فتاة جميلة .فقال عيسى لصديقه فهد ، لقد رزقني الله ثلاثة أولاد مثل ركائز الموقد ، فتتزن عليها قدر طعامي لكن البنات لا تكون لوالديها مثل ركائز الموقد .مرت الأيام والسنوات وقام فهد بزيارة صديقة عيسى ، فوجده مريضاً ونحيلاً وملابسه غير نظيفة ومنزله يتسم بالفوضى ، فسأله فهد عن حالته وما حدث له .فقال له عيسي : لقد تزوج أولادي الثلاث وتركوني ، ولا يوجد أحد لخدمتي أنا وزوجتي الكبيرة في السن ، ولا نستطيع أن نعد الطعام أو نرتب المنزل ، ونظل جائعين حتى يشفق علينا أهل البر الإحسان .فضحك فهد وقال له : يا عيسى ، أبو البنات ينام متعشي وأبو الأولاد ينام على جوع ، فبناتي الثلاثة يخدمونني طوال اليوم ، ويحضرون الطعام لي ولزوجتي ويساعدوننا في ترتيب المنزل ، وصار المثل يضرب في هذه المواقف دائمًا .