من عجائب السرقات التي يمكن أن تسمعها قصة سرقة جواهر التاج السويدية ، حيث قامت مجموعة ملثمة من اللصوص بسرقة الجواهر الملكية في عرض عام في وضح النهار ، وفروا على دراجات ثم فروا بزورقًا بسرعة البرق ، كانت السرقة تبدو وكأنها مشهد في فيلم قام فيه اللصوص بسرقة التحف ، التي لا تقدر بثمن برغم وجود الجميع من عامة وشرطة .ثم هربوا بسرعة البرق قبل غروب الشمس ، وكان هذا بالنسبة لبلدة صغيرة في السويد أمرًا غريبًا ولكنه كان حقيقيًا للغاية ، واستمرت الشرطة في مطاردة اللصوص ، الذين سرقوا ثلاثة كنوز وطنية لا تقدر بثمن من السويد واختفى اللصوص مع جريمتهم في وضح النهار ، بعد أن انتزعوا ثلاث قطع من جواهر التاج السويدية ، التي كانت معروضة للجمهور في كاتدرائية في Strängnäs .وهي بلدة صغيرة تقع غرب ستوكهولم ، وخلال معرض غداء في 31 يوليو حطم اللصوص الزجاج ، الذي كان يحتوي على المجوهرات وسرقوا التاج الملكي السويدي مع بعض الجواهر الأخرى ، و فروا على الدراجات الهوائية وبعد ذلك انتقلوا في زورق سريع ، واختفوا في بحيرة Lake Mälaren القريبة .وشملت القطع الثلاث المسروقة تاجين وكرة ذهبية مزينة بصليب ، وهذه الجواهر لا تقدر بثمن حيث تعود أصولها إلى القرن السابع عشر ، وكانت فيما مضى تنتمي إلى كارل التاسع من السويد وزوجته الملكة كريستينا ، اللذان توفيا في عامي 1611م و1625م على التوالي .ولقد أطلق الإنتربول الدولي تحقيقًا دوليًا في السرقة ، لكن الشرطة لا تملك حاليًا أي أدلة على هويات المشتبه بهم ، وقد حيرت تلك السرقة السلطات فلماذا قرر اللصوص استهداف هذه الجواهر بعينها ؟ فالقيمة النقدية لتلك المجوهرات ليست عالية للغاية ، وتعتقد السلطات أن سوق تلك المجوهرات محدود للغاية فيما يخص هذا النوع من الغنائم .كما قال توماس أجنيفيك المتحدث باسم الشرطة عن احتمال إعادة بيع المنتجات ، وأوضح أنها إما عبارة عن سرقة متقدمة جدًا قد طلبها شخص ما ، أو أنهم أشخاص لا يفهمون القيمة الحقيقية لتلك المجوهرات ، إن التيجان مصنوعة من الذهب لكنها تتزين ببلورات من الصخور واللآلئ ، وليس الماس أو غيرها من الأحجار الكريمة النادرة .ولهذا يقول الخبراء أن القيمة النقدية للجواهر تتضاءل بالمقارنة مع الأهمية التاريخية لها ، وأن القيمة المادية أقل أهمية من التاريخ الثقافي لهذه العناصر ، ويقول كريستوفر لوندغرين عميد أبرشية سترانغنيس : “أنا لا أرى هذا على أنه مجرد سرقة من تجمع سترانجيناس بالكاتدرائية ، فما سُرق جزء من التراث الثقافي الوطني ، وهذا بالطبع سرقة للمجتمع السويدي ككل .وسلامة القطع الأثرية هي واحدة من أكثر الأشياء التي تقلقنا ، فأسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن هؤلاء اللصوص لا يفهمون تمامًا ما هي هذه الأشياء ، وقيمتها وأهميتها وأكثر ما نخشاه أنهم سوف يذوبونها للبيع ، وتلك القطع الأثرية المسروقة لها مكانة خاصة في التاريخ الثقافي السويدي ، فهي قطع مجوهرات مشهورة جدًا لدرجة أن “لوندغرين” يعتقد أنه إذا حاول اللصوص بيعها في أوروبا ، فسيلاحظها الناس على الفور.وقال لوندغرين: “إذا ظهروا في أي دار مزادات في أوروبا ، فأنا متأكد من أنهم سيتم التعرف عليهم فورًا ، فهذه ليست الأشياء التي يمكنك بيعها أو عرضها في السويد أو حتى أوروبا ، فهم معروفون جيدًا ، وهذه ليست المرة الأولى التي تتعامل فيها السويد مع اللصوص الذين يسرقون القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن .ففي عام 2000م سرق ثلاثة لصوص مسلحين لوحتين من طراز رينوار ، وصورة شخصية واحدة لرامبرانت من المتحف الوطني في ستوكهولم ، وهربوا أيضًا عن طريق القارب السريع لكن تم ضبطهم فيما بعد ، وأرسُلوا إلى السجن لجرائمهم وتأمل السلطات أن التاريخ قد يعيد نفسه ويستطيعون الإمساك بالمذنبين في هذه السرقة الأخيرة لتلك التيجان التاريخية .