قصة ساندرا أفيلا ملكة المحيط الهادئ

منذ #قصص بوليسية

ساندرا أفيلا بلتران Sandra Ávila Beltrán هي رائدة الكارتل المعروفة باسم “ملكة المحيط الهادئ ” ، وكلمة الكارتل  تعني زعماء عالم الجريمة بكل أشكالها ، ولقد عاشت ابنة زعيم الكارتل ساندرا أفيلا بلتران وهي تحيط بنفسها أكوام من المال  ، ولم تنظر إلى الوراء أبدًا .لقد كانت ساندرا أفيلا بلتران تتسلق إلى قمة عالم الجريمة المكسيكي لتصبح واحدة من ملكات الكارتلات القليلة ، وحتى عندما تم إلقاء القبض عليها في نهاية المطاف ، عاشت في السجن مع ملابس مصممة لها خصيصًا وخادمات كثيرات ، وأصبحت قادرة على فعل ما تريد بفضل ثروتها غير العادية .وسواء كانت وراء القضبان أو تحكم المحيط الهادئ وعالم الجريمة به ، فقد ساعدها المال علي أن تعيش كيفما تريد في ظل الفساد المنتشر بالمكسيك ، وُلدت ساندرا أفيلا بلتران في ولاية باخا كاليفورنيا المكسيكية في عام 1960م ، والدتها هي ماريا لويزا بلتران فيليكس ووالدها هو ألفونسو أفيلا كوينتيرو .وكانت هناك علاقة تربط والدها بمؤسس غوادالاخارا الكارتل الشهير ، مما يعني أنها نشأت في ثروة هائلة وكانت محاطًة بأكوام المال ، وفي الواقع لقد أمضت بلتران الصغيرة حياتها مع أموال وترف كبير جدًا ، وبالإضافة إلى تعرضها للجانب الساحر من أسلوب الحياة  الذي يشبه حياة نجوم السينما في سن مبكرة جدًا ، فلقد شاهدت أيضًا الأخطار .حيث شهدت أول إطلاق للنار عندما كانت تبلغ من العمر 13 عامًا فقط ،  وفي سن الـ 19 لم يكن لديها أي نية للدخول في أعمال العائلة ، وبدلاً من ذلك اختارت دراسة الاتصالات في الجامعة ، لكن أحلامها في مستقبل مهني كصحفية تحطمت فجأة عندما اختطفت على يد صديق كانت له أيضًا علاقات وثيقة مع الكارتلات عندما كان عمرها 21 عامًا .لكن لماذا اختطفها بالضبط ؟ وكم من الوقت احتجزها ؟ كل هذا كان غير واضح ، ولكن يبدو بالتأكيد كما لو أن هذا الحدث غير مسار حياتها ، ولعل خطف ساندرا أفيلا بلتران فتح عينيها على القوة الحقيقية ، التي يمكن أن تستخدمها الكارتلات على أي شخص تقريبًا في المكسيك ، لأنها سرعان ما أنهت دراستها ودخلت تجارة المخدرات بنفسها ، فارتفعت بسرعة من خلال الرتب وصعدت مباشرة إلى القمة .وكان من الغريب أن تصعد امرأة إلى القمة في عالم يهيمن الرجال فيه على تجارة المخدرات في المكسيك وفي أماكن أخرى ، وكانت ساندرا أفيلا بلتران واحدة من عدد قليل جدًا من النساء اللاتي وصلن إلى القمة ، وفي الواقع فإن معظم النساء اللائي عاشوا في هذا الوسط خلف الأبواب المغلقة مع أقوى قادة الكارتلات ، كانوا هناك لخدمة غرض واحد محدد .وهو أن يكونوا في خدمة الزعماء وكان من الممكن أن يسيئن معاملتهن أو يتخلوا عنهن كما يحلو لهم ، ويعاملنهن مثل الألعاب التي يمكن التخلص منها ، فقد كان ينظر إلى النساء على أنهن أشياء ، وليس أبدًا ككيان ، إلا أن ساندرا أفيلا بلتران كانت استثناءً نادرًا ، لكن بلتران كان عليها أن تعمل بجد أكثر من الرجال لتحظى باحترام قادة الكارتلات .وابتداءً من أوائل الثمانينيات كانت حريصة على عدم استخدام الكوكايين مطلقًا ، حيث كانت تروّج لنفسها واستخدمت مظهرها الجميل وسحرها ، بالإضافة إلى قيادتها الممتازة ومهاراتها الحثيثة ، للمساعدة في ترسيخ نفسها بين الرجال الأقوياء في أعلى مستويات العقاقير المخدرة في المكسيك

بما في ذلك صديقها المهرب خوان دييغو اسبينوزا راميريز .وفي وقت لاحق من حياتها المهنية سرعان ما أصبحت بلتران أسطورة في عالم المخدرات المكسيكي ، وأطلق عليها اسم “ملكة المحيط الهادئ” وعلى الرغم من الحرص على عدم ترك أي دليل يمكن إرجاعه مباشرة إليها ، فقد كانت ” الرابط الرئيسي ” بين قادة الكارتل في كولومبيا والمكسيك .وكانت شحناتها لأطنان من الكوكايين المخبأة في قوارب التونة من المكسيك إلى الولايات المتحدة تستمر لسنوات ، وفي غضون ذلك اعتنقت نمط حياة منحلة وقامت بجني ملايين لا حصر لها ، واستخدمت بعضها للقيام بأشياء مثل تجميع أسطول من 30 سيارة ، وشراء قلادة توت عنخ آمون الذهبية لنفسها مع 83 حبة من الياقوت و228 من الماس ، و189 من السافير .وحتى أنها امتلكت طائرة هليكوبتر ، ولكن الخطر والعنف كانوا محيطين بها حيث قتل كلٍ من أزواج بلتران وتعرض شقيقها للتعذيب حتى الموت ، وهي نفسها كادت أن تقتل في كمين نصب لها في الشارع من قبل منافسيها ، وبدأ سقوطها في نهاية المطاف عندما تم اختطاف ابنها في عام 2002م ، ودفعت فدية بمبلغ 5 ملايين دولار .وبعد أن علمت أن الشرطة أن لديها الكثير من المال المتاح ، بدأت بعد ذلك تلقي نظرة فاحصة على بلتران ومعاملاتها الغير القانونية ، لدرجة أنها سرعان ما وجدت نفسها على قوائم أكثر المطلوبين لدى السلطات ، وأجُبرت على العيش إلى حد كبير في حالة هروب ، فقد أمضت خمس سنوات كهاربة في حين وصفت تلك السنوات بأنها “كانت متعبة للغاية” .وأخيرًا في عام 2007م تم القبض على ساندرا أفيلا بلتران في 28 سبتمبر ، حيث اعتقلها ضباط فيدراليون مكسيكيون مع خوان دييجو اسبينوزا راميريز في مكسيكو سيتي ، بعد استنفاد محاولاتها للهروب وتغيير موقعها ، وهويتها وحتى لون الشعر ووصفت بلتران اعتقالها بأنه “راحة” ، ولم تتمكن الحكومة المكسيكية من فرض أي تهم تتعلق بالمخدرات على بلتران .لذلك تم اتهامها بغسيل الأموال وسرعان ما تمت إدانتها ، وبطبيعة الحال كان السجن بالنسبة إلى زعيمة ثرية في المكسيك يختلف اختلافاً كبيرًا عما هو عليه بالنسبة للسجناء العاديين ، وكما تقول بلتران نفسها : “المال يشتري كل شيء في المكسيك” .وبفضل النظام الفاسد كانت ترحب أفيلا بالزوار داخل السجن ، بينما كانت ترتدي الكعب العالي والمجوهرات  والملابس الأنيقة ، حتى أنها كانت لديها ثلاث خادمات معها لتقديم الكحول والطعام ، وتم إطلاق سراحها بعد أن قضت سبع سنوات فقط وراء القضبان ، ومنذ ذلك الحين حاربت هي ومحاموها في محاولة لاستعادة عشرات السيارات والمنازل والمجوهرات التي جمعتها ملكة المحيط الهادئ مرة أخرى .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك