الجمعة

(أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ وفي رِوايَةِ واصِلٍ المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ).

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:

رزقك الله القبول، وأسكنك الجنة مع الرسول، وجعل جمعتك فاتحة لبهجة لا تزول.

أسأل الله تعالى في يوم الجمعة لك سعادة تعلو وجهك، ونصراً يقهر عدوك، وذكراً يشغل وقتك، وعفواً يغسل ذنبك، وفرجاً يمحو همك، ورزقاً يقضي دينك.

اللهم عطر جمعتهم بالإيمان، وأنر قلبهم بالقرآن، وارزقهم من حيث لا يحتسبون، فإن لهم في قلبي محبة لا يعلمها إلّا أنت سبحانك.

يارب في يوم الجمعة وعدت عبادك بقبول دعواتهم فيه، سأدعو لقلب قريب إلى قلبي: اللهم ارزقه ما تريد من الخير، وارزق قلبه ما يريد، واجعله لك كما تريد، اللهم قدّر له ذلك قبل أن تأذن لشمس الجمعة بالمغيب.

صلوا على من علمنا الحب، وآخى القلب بالقلب، وفتح للخير كل درب، اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه الكرام تسليماً كثيراً، جمعة مباركة.

جعلك الله كغيث إذا أقبل استبشر به الناس، وإذا حطّ نفعهم، وإن رحل ظل أثره لهم، وبارك لك في مالك وأهلك، وجعل لك بين كل جمعة وجمعة أجر العامل وثواب العابد، وجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى.

اللهم أيّما أحد يحبني ويدعو لي فأسألك له الفردوس الأعلى، وأيّما أحد ضامني أو اغتابني وقال ما ليس فيّ فإني قد عفوت عنه، جمعة مباركة.

في صباح الجمعة أقدم لك أجمل هدية: أدعو الله رب البيت العتيق أن يكون ركنك الوثيق، وجارك اللصيق، ويخرجك من حلق الضيق إلى سعة الطريق بفرج من عنده قريب وثيق، ويكشف عنك كل شدة وضيق ويكفيك من السوء والأذى ما تطيق وما لا تطيق، ويبلغك الجنة ويعيذك من النار.

ذكر الله يوم الجمعة: صدقة بلا مال، وجهاد بلا قتال، ومرابطة بلا انتقال.

اللهم يا من أمره بين الكاف والنون، أسعدنا بساعات هذا اليوم المبارك، ووسع رزقنا، وألهمنا ذكرك، واحفظ ديننا، وأيدنا بنصرك، وارض عنا، وأدخلنا جنتك.

الجمعة جامعة، وملائكتها سامعة، وعملها مرفوع، ودعاؤها مسموع، فأسأل الله أن يتقبل عملك ويغفر ذنبك ويشملك برحمته.