من الطرائف النادرة للتابعي أبان بن عثمان كان أبان بن عثمان من تابعي المدينة وصالحيها حتى قال عنه عمرو بن شعيب: ما رأيت أحدا أعلم بحديث ولا فقه ، من أبان بن عثمان ، وعده يحيى بن سعيد القطان أحد العشرة الفقهاء المشهورين بالمدينة (تاريخ دمشق ج 6 / ص 153) وسير أعلام النبلاء ج 4 / ص 353). ورغم ذلك كان يميل إلى الظرافة والفكاهة , ومن ذلك ما ورد عنه وهو أمير على المدينة أنه جاء إليه أعرابي ومعه ناقة يركبها ، فأراد أن يتندر به ؛ ليذهب عن الحاضرين بعض السأم فقال للأعرابي : أتبيع هذه الناقة ؟ فطمع الأعرابي في الحصول على سعر أعلى منه وهو الأمير صاحب العطاء فقال : نعم . فعرض عليه أبان ثمنا حرك فيه الطمع ، ثم قال له : ونعطيك بثمنها متاعا فازداد طمعا ، وحسب أنه سوف يجمع بين الربح في الناقة والمكسب في المتاع ، فقال لأبان : قبلت ، فأمهله أبان ثم دخل غرفة له وخرج عليه بخف رث وعباءة قديمة ، ثم قال لأحد جلسائه قيم هذا المتاع ـ على سيبل التندر ـ فثمنهما الرجل بسعر يضاعف السعر الذي عرضه أبان على الأعرابي مقابل ناقته ليثير غضبه ، ويرى ردة فعله ، فقال أبان : إذن فقم فادفع إليه متاعه وخذ منه ناقتاه ، وتسلم منه باقي ثمن المتاع ، فاشتاط الأعرابي غضبا , وحسب أنه جادا في حديثه حتى ارتفع صوت الحاضرين بالضحك ومعهم أبان رضي الله عنه.