اضحك وانسى جزء 3

لما فتح عبدالله بن علي العباس ( وهو ملك من الملوك. عم أبي جعفر المنصور ما كان يبتسم ابدا وحرسه ما يقارب ثلاثين الفا ) دمشق يقال قتل في ساعة واحدة ستة وثلاثين الفا من المسلمين وأدخل بغاله وخيوله في المسجد الأموي الجامع الكبير ثم جلس للناس قال للوزراء : هل يعارضني أحد؟ قالوا لا قال هل ترون أحد سوف يعترض علي؟ قالوا ان كان فالأوزاعي- والأوزاعي محدث فحل أمير المؤمنين في الحديث أو عمرو كان زاهدا عابدا من رواة أحاديث البخاري ومسلم قال تعالوا به؟ فذهب الجنود للأوزاعي فما تحرك من مكانه. قالوا يريدك عبدالله بن علي قال "حسبنا الله ونعم الوكيل" انتظروني قليلا فذهب واغتسل ولبس اكفانه تحت الثياب. ثم قال لنفسه الآن آن لك يا اوزاعي ان تقول كلمة الحق لا تخشى في الله لومة لائم. قال الاوزاعي وهو يصف دخوله على السلطان الجبار: فدخلت فاذا اساطين الجنود صفان, قد سلوا السيوف فدخلت من تحت السيوف حتى بلغت اليه وقد جلس على سرير وبيده خيزران وقد انعقد جبينه عقدة من غضب قال فلما رأيته والله الذي لا اله الا هو كأنه أمامي ذباب "حسبنا الله ونعم الوكيل" قال فما تذكرت احدا لا أهلا ولا مالا ولا زوجة وانما تذكرت عرش الرحمن اذا برز للناس يوم الحساب قال فرفع بصره وبه غضب علي ما الله به عليم قال يا أوزاعي! ما تقول في الدماء التي ارقناها؟ قال الأوزاعي حدثنا فلان .... حدثنا ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد ان لا اله الا الله وأني رسول الهن الا باحدى ثلاث : الثيب الزاني,والنفس بالنفس, والتارك لدينه المفارق للجماعة" رواه البخاري ومسلم فان كان من قتلتهم من هؤلاء فقد أصبت, وان لم يكونوا منهم فدماؤهم في عنقك . قال فنكت بالخيزران ورفعت عمامتي أنتظر السيف ورأيت الوزراء يستجمعون ثيابهم ويرفعونها عن الدم. قال وما رأيك في الأموال؟ قال الأوزاعي ان كانت حلالا فحساب وان كانت حراما فعقاب!!! قال خذ هذه البدرة- كيس مملوء بالذهب- قال الأوزاعي لا أريد المال. قال فغمزني أحد الوزراء يعني خذها, لأنه يريد أدنى علة ليقتل. فقال فأخذ الكيس ووزعه على الجنود حتى بقي الكيس فارغا فرمى به وخرج فلما خرج قال "حسبنا الله ونعم الوكيل" قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا ( فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)


6065 مشاهدة
رجوع لقسم اضحك وانسى جزء 3

اضحك وانسى جزء 3 مقترحة لك