قال إبراهيم بن أبي عبلة: أراد هشام بن عبدالملك أن يولِّيني خراج مصر، فأبيتُ، فغضب حتى اختلج وجهه، وكان في عينه الحول، فنظر إليَّ نظر منكِر وقال: لتأتينَّ طائعًا أو لتأتين كارهًا، فأمسكتُ عن الكلام حتى سكن غضبه، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتكلم؟ قال: نعم، قلت: إن الله قال في كتابه العزيز: ? إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا ? [الأحزاب: 72]، فوالله يا أمير المؤمنين ما غضب عليهن إذ أبَيْنَ، ولا أكرههن إذ كرِهْنَ، وما أنا بحقيق أن تغضب عليَّ إذ أبيتُ، وتكرهني إذا كرهتُ، فضحك وأعفاني